السعادة في السعودية- جودة حياة وحراك ثقافي وفني متصاعد

المؤلف: عقل العقل09.30.2025
السعادة في السعودية- جودة حياة وحراك ثقافي وفني متصاعد

تسعى دول العالم قاطبة، على اختلاف توجهاتها وتصنيفاتها، جاهدةً لإدخال البهجة والسرور على قلوب مواطنيها، وذلك من خلال تبني حزمة متنوعة من البرامج التنموية والاجتماعية والاقتصادية الطموحة، التي ترمي في نهاية المطاف إلى تحقيق سعادة نسبية لأفراد المجتمع. وتتبوأ المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة في صدارة التقارير الدولية المعنية بتقييم مستوى سعادة الشعوب، وذلك بفضل مبادراتها وبرامجها المتعددة والمتنوعة، التي تصب جميعها في خدمة هذا المفهوم الإنساني النبيل، وتحقيق الرفاهية والعيش الكريم لكل من يقيم على أرضها الطيبة. إن برامج جودة الحياة، على سبيل المثال لا الحصر، تُحدث أثراً إيجابياً ملموساً على مستوى معيشة الفرد، وبالتالي تعزز شعوره بالسعادة والفرح والرضا. فوجود أماكن مخصصة للترفيه والفنون والثقافة، وهو ما تؤكد عليه رؤية المملكة الطموحة 2030، يهدف بالأساس إلى تحقيق رفاهية الإنسان واستقطابه نحو تلك الفعاليات الفنية المتنوعة، من حفلات موسيقية تلبي مختلف الأذواق والرغبات، إلى حراك فني وثقافي يصل إلى الإنسان عبر قنوات متعددة، مثل برامج الشريك الأدبي التي تقدمها مجموعة من المقاهي، والتي تعرض أشكالاً مبتكرة وجديدة من الثقافة، بعيداً عن النخبوية والقيود الرسمية. مما لا شك فيه أن المدن السعودية تشهد حراكاً إنسانياً وفنياً وثقافياً نشطاً على مدار العام، فبعد فترة طويلة من الحرمان، استمرت لعقود، تم السماح بدور السينما بالعمل في المملكة، لتقدم أحدث الأفلام في قاعات مجهزة بأحدث التقنيات. ويا للعجب، فإن أولئك الذين كانوا يرهبون المجتمع من هذه الأنشطة الفنية والثقافية، أصبحوا اليوم يتسابقون لحضور تلك الفعاليات، دون أي تحفظات أو أحكام مسبقة. وقبل أيام قليلة، تم افتتاح المرحلة الأولى من مشروع المسار الرياضي في العاصمة الرياض، وهو أحد المشاريع العملاقة التي أُعلن عنها في عام 2019، ويرأس هذه المؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، الذي يولي هذا المشروع اهتماماً ومتابعة مستمرة، بهدف جعل الرياض مدينة جاذبة ومثالية للعيش، من خلال تعزيز الصحة النفسية والبدنية والاجتماعية لسكانها. إن كل من يشاهد الممرات الممتدة والحدائق الغناء في أحياء العاصمة والمدن الأخرى، يصل إلى قناعة راسخة بأن حصول المملكة على مركز متقدم في تقرير السعادة العالمي، الذي صدر مؤخراً، يعكس الأهمية البالغة لهذه البرامج المتنوعة، التي تحفظ كرامة الإنسان وحريته الشخصية، في إطار من الضوابط الواضحة التي تصون حقوق الجميع. وقد حصدت دول الخليج العربي مراكز متقدمة في مؤشر السعادة على المستوى العربي والعالمي، فالإنسان يتطلع إلى ظروف اجتماعية وصحية واقتصادية مستقرة، تحقق له طموحاته وتطلعاته، من خلال توفير مداخيل مناسبة للفرد، وغيرها من المؤشرات المتنوعة التي تساهم في تحقيق سعادته، وهو ما نشهده يتحقق بشكل تدريجي وإيجابي، يبعث الأمل والتفاؤل في نفوس المجتمع. فالرعاية الصحية، على سبيل المثال، تعتبر من المؤشرات الهامة في مفهوم السعادة، وكلما ارتفع مستوى هذه الخدمات، انعكس ذلك إيجاباً على حياة الإنسان، وطول عمره، وتمتعه بصحة جيدة. وقد اطلعت على الجهود المبذولة في مشاريع المحميات الملكية المتعددة في بلادنا، ومشروع الرياض الخضراء، في الحد من الموجات الغبارية وتأثيراتها السلبية على جودة الحياة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة